حفلت الصحف البريطانية بالعديد من تغطيات الاحداث الساخنة في العالم العربي والشرق الاوسط وشمال افريقيا، ومنها الاندبندنت التي خرجت بعنوان عن الانتفاضة الليبية يقول: قوات النظام تتحرك جنوبا باتجاه حقول النفط مع استمرار اتساع المعارك العنيفة.
وتقول الصحيفة ان القوات الحكومية تمكنت من السيطرة على حقول نفط استراتيجية على الرغم من استمرار القتال العنيف مع قوات المعارضة، حيث يحاول الجانبان كسر حالة الجمود في الجبهات على الرغم من مضي نحو اسبوعين من القتال.وتشير الصحيفة الى ان قوات المعارضة هي الآن عند تخوم راس لنوف، الميناء النفطي الصغير، بعد ان كانت توعدت بالزحف نحو العاصمة طرابلس لاقصاء الزعيم الليبي معمر القذافي من سدة الحكم، بعد نحو 42 عاما من السيطرة.
وتضيف الصحيفة ان غربي البلاد شهد سقوط عدد كبير من الضحايا، حيث وصلت الارقام الى العشرات من القتلى ومئات الجرحى، وتركز القتال على السيطرة على مدينة الزاوية الاستراتيجية التي تبعد 50 كم فقط غرب العاصمة.
وقالت الصحيفة ان المنتفضين تعرضوا لنكسة قوية بعد الانباء التي تحدثت عن مقتل قائدهم العسكري في المدينة، حسين دربوك، وهو عقيد في الجيش الليبي انضم الى الانتفاضة، بعد تعرضه الى نيران مدفعية مضادة للطائرات، يستخدمها الطرفان على انها اسلحة للقتال البري.
تشديد قبضة
واوضحت ان قوات النظام سيطرت على وسط المدينة، الا انها تنقل عن احد منظمي نشاطات المقاومة احمد تيجري قوله ان هناك نحو الفي مقاتل يتحركون باتجاه رجال القذافي "ونحن نعلم ان الكثير منا سيعاني، والكثير من الناس قدموا تضحيات".وفي صحيفة الديلي تلجراف نطالع عنوانا يقول: المنتفضون يشددون قبضتهم على شرقي ليبيا، وتقول انهم احكموا سيطرتهم على شرقي البلاد بعد هجوم صاعق على قوات القذافي في راس لندوف، وهو ما يعني بلوغهم مسافة تقترب من 250 كم من سرت، مسقط رأس القذافي، واحد معاقله الرئيسية.
وفي الجبهة الشرقية تمكنت الانتفاضة من تحقيق انتصارات غير متوقعة وسهلة مما اعطاها زخما جديدا امام قوات الحكومة التي تتداعى معنويا.
الجيش البريطاني
روبرت فيسك، صحيفة الاندبندنت
حتى الآن تحاول السلطات السعودية اقناع مواطنيها بعد المشاركة في مظاهرات 11 مارس، بالقول ان المشاركين فيها عراقيون وايرانيون، لكن هذه ذريعة قديمة استخدمها الرئيسان المخلوعان، التونسي والمصري، وكذلك الجزائري واليمني، وآل خليفة في البحرين، مركزين على وجود "اياد اجنبية" وراء كل محاولة سعي نحو الديمقراطية في الشرق الاوسط.
وتقول الصحيفة ان وزارة الدفاع اكدت على ان تلك القوة ستكون جاهزة لتنفيذ اغراض ومهمات انسانية وليس عمليات قتالية، الا ان مجرد الاعلان عن وجود قوات بريطانية مستعدة للحركة قد يؤشر الى وجود شكوك ومخاوف من احتمال ان يطول الصراع في ليبيا ويتحول الى حرب اهلية، مما قد يؤدي الى ازمة انسانية.
وكانت الدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي (الناتو) قد اتفقت على وضع خطط لقواتها للتدخل في حال استدعت الحاجة، وان بريطانيا تستعد لارسال دبلوماسيين ومستشارين متخصصين الى بنغازي، حيث معقل قيادة الانتفاضة الليبية.
"ثورة حنين" في السعودية
ومن ليبيا الى السعودية تخرج الاندبندنت بتقرير حصري وخاص من اعداد الكاتب الصحفي المعروف روبرت فيسك، مراسل الصحيفة في الشرق الاوسط، تحت عنوان: السعوديون يحركون الآلاف من قواتهم لقمع تمرد متنام.ويقول فيسك ان الحكومة السعودية تحرك نحو عشرة آلاف عنصر امن الى محافظات في المنطقة الشرقية ذات الاغلبية الشيعية، التي تشهد تمردا متصاعدا، حيث اقفلت قوات الامن الطرق السريعة التي تربط مدينة الدمام بغيرها من المناطق، خشية من "يوم غضب" اطلق عليه اسم "ثورة حنين".
ويقول الكاتب ان اسوأ كوابيس السعودية، المتمثل في وصول الصحوة العربية الجديدة والتمرد والانتفاض، الى البلاد، وهو امر يثير قلقا كبيرا في اوساط اسرة آل سعود الحاكمة.
ويشير فيسك الى ان ما يحدث في السعودية مدفوع مما حدث في البحرين، ذات الغالبية الشيعية والتي تحكمها اسرة سنية، حيث طالب المحتجون بالتخلص من حكم آل خليفة، وهو ما دفع ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز الى ابلاغ السلطات البحرينية بانها اذا لم تتمكن من سحق انتفاضة الشيعية، فستتدخل السعودية بقوتها، حسبما افادت به تقارير عدة.
وتقول المعارضة السعودية، حسب فيسك، انها تتوقع ان يحتشد ما لا يقل عن 20 ألف سعودي في الرياض ومحافظات المنطقة الشرقية خلال الايام الستة المقبلة، للمطالبة بوضع حد للفساد، وربما، في حال الضرورة، الى اقصاء آل سعود عن الحكم.
وتضيف الصحيفة ان الحكومة السعودية نشرت وحدات من الجيش وقوات امن في انحاء منطقة القطيف، حيث اغلب الشيعة السعوديين، ومن هناك وزع المحتجون صورا لعربات مصفحة وحافلات تابعة للامن السعودي في الطريق السريع الذي يربط القطيف بالدمام.
تكتيكات جديدة
ويقول فيسك انه على الرغم من ان المسؤولين السعوديين يحرصون جدا على عدم تسرب انباء الى الخارج حول حجم الاحتجاجات، فانهم ادركوا ان احتجاجات البحرين قبل نحو شهر ستنتشر الى السعودية، اذ شجعت آلالاف الرسائل عبر الايميل او الفيسبوك السعوديين الى الانضمام الى المظاهرات في السعودية، المملكة المحافظة والكثيرة الفساد، حسب قوله.ويقول اصحاب هذه الرسائل، الذين يبدون منظمين ومنسقين فيما بينهم، انه خلال المواجهات التي يتوقع ان تحدث بين الشرطة والجيش من جهة والمتظاهرين من جهة اخرى، طلب من السعوديات المحتجات ان يتقدمن صفوف المتظاهرين لاحراج الشرطة وقوات الامن ومنعهم من اطلاق النار.
ويقول الكاتب انه في حال قررت الاسرة المالكة السعودية استخدام اقصى قوة ضد المتظاهرين، فان الرئيس الامريكي باراك اوباما سيجد نفسه امام احد اكثر القرارات حساسية في عهده.
ففي مصر دعم اوباما المحتجين بعد تدخل الشرطة واستخدامها القوة النارية ضدهم، لكن في حال السعودية، التي تعتبر حليفا اساسيا لواشنطن، واحد اهم مصدري النفط في العالم، سيجد اوباما نفسه مضطرا الى الوقوف مع الابرياء وحمايتهم.
وحتى الآن تحاول السلطات السعودية، حسب فيسك، اقناع مواطنيها بعد المشاركة في مظاهرات الحادي عشر من مارس/ آذار، بالقول ان معظم المشاركين فيها هم من العراقيين والايرانيين.
لكن فيسك يقول ان هذه ذريعة قديمة استخدمها الرئيسان المخلوعان، التونسي بن علي والمصري مبارك، وكذلك الجزائري بوتفليقة واليمني صالح، وآل خليفة في البحرين، مركزين على وجود "اياد اجنبية" وراء كل محاولة سعي نحو الديمقراطية في الشرق الاوسط.
ويختتم فيسك مقاله بالقول ان الجزيرة العربية قدمت للعالم النبي محمد، وقدمت الثورة العربية ضد العثمانيين، وقدمت طالبان، واحداث سبتمبر، وقدمت ايضا تنظيم القاعدة، بمعنى ان احتجاجات هذا الاسبوع في المملكة السعودية ستؤثر علينا جميعا، لكن اكثر المتأثرين سيكون نظام الحكم القائم في السعودية، والذي يصفه الكاتب بانه محافظ لكنه بالقطع منافق، تديره شركة بلا مساهمين اسمها اسرة آل سعود.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات