احتفل آلاف المصريين صباح السبت باليوم الأول لرحيل الرئيس المخلوع حسني مبارك بالهتافات والأغاني والرقص في الشوارع. وعلى الجسر المؤدي إلى ميدان التحرير وسط القاهرة تجمع حشد من الشباب رافعين الأعلام المصرية واستوقفوا السيارات لتحية ركابها وتهنئتهم. وكان أحد هؤلاء الشباب يصيح "يا صباح الحرية"، فيما كان بعض المعتصمين في الميدان ممن امضوا ليلتهم فيه يستعدون للنهوض واستقبال اليوم الأول بعد رحيل مبارك.
وقد أمضى الكثيرون ليلتهم في ميدان التحرير وسط القاهرة في أجواء احتفالية تواصلت حتى الصباح. وبحت حناجر الكثيرين منهم جراء صراخهم وهتافاتهم لا سيما عقب الإعلان مساء الجمعة عن تنحي مبارك وتكليفه الجيش إدارة شؤون البلاد. وكانت دبابات الجيش ما زالت منتشرة عند مداخل ميدان التحرير، وتحلقت مجموعات من الشباب حول النار، بينما هتف آخرون لمواصلة النضال في سبيل مصر ديمقراطية.
تهنئة بنجاح "الثورة العظيمة"
بث التلفزيون المصري صباح السبت بياناً هنأ فيه الشعب والجيش على نجاح "الثورة العظيمة" في اليوم الأول على تنحي الرئيس حسني مبارك عن السلطة. وقال البيان الذي بثه التلفزيون صباح السبت إن "اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصرية يهنئ الشعب المصري بثورته العظيمة التي قادها خيرة شباب مصر، ويقدم كل التحايا لقواتنا المسلحة لدورها العظيم في حماية الثورة وحفظ الوطن والمواطنين"، وتعهد الاتحاد بأن يكون "أمينا في رسالته". وقد عكف التلفزيون المصري منذ مساء الجمعة على بث الأغاني الوطنية.
من جهتها تحدثت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية عن "ارتياح يسود البلاد" اثر تنحي مبارك ونقلت وجود احتفالات في مختلف نواحي البلاد. يأتي ذلك بعد تلقى الإعلام المصري الرسمي انتقادات شديدة على دوره في تغطية التحركات الاحتجاجية، ويبدو أن هذه الانتقادات نجحت في دفعه شيئاً فشيئاً إلى تعديل خطابه حتى قبل سقوط النظام.
ورحبت الصحف الحكومية المصرية اليوم السبت بالمرحلة الجديدة التي دشنها تنحي حسني مبارك عن الرئاسة. وعنونت صحيفة الأهرام "الشعب اسقط النظام. شباب مصر أجبر مبارك على الرحيل". أما الجمهورية فكتبت في عناوينها "مبارك يتنحى والجيش يحكم. انتصرت ثورة 25 يناير. القوات المسلحة تحيي مبارك على ما قدمه للبلاد حربا وسلما وتؤكد أنها ليست بديلاً للشرعية".
إزالة الحواجز من محيط ميدان التحرير
Bildunterschrift: عناصر من الجيش المصري ترفع حطام السيارت. من جانب آخر بدأ الجيش المصري في إزالة الحواجز في محيط ميدان التحرير بوسط القاهرة الذي كان على مدار 18 يوماً مركز الاحتجاجات الشعبية التي قادت إلى تنحى الرئيس حسني مبارك عن منصب الرئاسة. وقام متطوعون من المعتصمين في الميدان بمساعدة الجيش في إزالة الحواجز وحطام السيارات وتنظيف الميدان، كما بدأ الجيش بتحريك دباباته وفتح الطرقات المؤدية إلى الميدان، بينما أخذ بعض المعتصمين في مغادرة الميدان والتوجه إلى منازلهم. وبدأت مظاهر الحياة تعود إلى طبيعتها تدريجياً في مختلف المصالح الحكومية بالقاهرة والمحافظات، حيث شوهد الموظفون هم يتوجهون إلى أماكن عملهم، فيما فتحت المحال التجارية أبوابها أمام المواطنين.
(ع.غ/ د ب أ/ رويترز/ أ ف ب)
مراجعة: يوسف بوفيجلين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات