بقلم مجدى مهنا ١٣/ ٢/ ٢٠١١
«المصرى اليوم» تعيد نشر مجموعة من مقالات الراحل النبيل مجدى مهنا لا أعرف ما الذى قاله المهندس محمد إبراهيم سليمان، وزير الإسكان سابقاً، أمام الكعبة الشريفة وهو يحج إلى بيت الله الحرام هذا العام. لكننى تخيلت المشهد.. وهو جالس بين يدى الله.. ينظر إلى الكعبة والدموع تنهمر من عينيه.. رافعاً يديه لطلب المغفرة عما اقترفه من ذنوب وآثام فى حق الآخرين، وفى حق نفسه.. ففى لحظة صدق مع النفس يعترف.. يا الله لقد فعلت كذا وكذا.. وما كان علىّ أن أفعل ذلك.. وقد أذيت فلاناً وفلاناً، وتسببت فى أذية الكثيرين.. وما كان علىّ أن أفعل ذلك. يا رب.. لقد تسببت فى حبس العديد من الصحفيين لمجرد أنهم مارسوا حقهم فى نقدى.. ورفضت التنازل عن الدعاوى القضائية التى رفعتها ضدهم.. وما كان علىّ أن أفعل ذلك. يا رب.. لقد زادت ثقتى بنفسى ووصلت إلى درجة الغرور.. وتصورت أننى بنفوذى وبسلطتى قادر على أن أشترى البشر.. وأن أملك الدنيا وما فيها.. وهذا خطأ كبير ارتكبته فى حق نفسى وفى حقك. ارحمنى يا الله وسامحنى واعف عنى.. فقد تصورت أننى سأخلد فى المنصب إلى أبد الآبدين.. وأننى لن أنزل من فوق كرسى وزارة الإسكان، وأن رضاء الحاكم عنى هو بلا نهاية.. لكن إرادتك يا الله ومشيئتك فوق الجميع.. فلا مشيئة إلا لك.. ولا إرادة مطلقة إلا لك سبحانك. يا رب.. أنا عبدك الضعيف.. قد لا أكون فقيرًا.. لكننى ضعيف.. وأضعف من جناح بعوضة.. ولا أملك لنفسى نفعًا أو ضراً.. فأنت الواحد القهار.. الملك القدوس.. الحنان المنان.. ذو الجلال والإكرام على عبادك.. وأنا عبد من عبادك يا الله. يا رب.. سامحنى على كل هذه الآثام التى اقترفتها.. يارب.. إننى أتوب إليك فاقبل توبتى واعف عنى. يا رب.. لقد أعطيتنى فى الدنيا.. بدلا من الحسنة الواحدة.. عشرات الحسنات.. لكننى وأنا فى رحابك وفى بيتك الحرام.. أطلب منك أن تسحب من رصيد حسناتك لى فى الدنيا.. وأن تمنحنى حسنة واحدة فى الدنيا.. ومثلها فى الآخرة، وأن تقينى عذاب النار. ليست العبرة بما حصلت عليه من حسنات فى الدنيا، وأريد أن أوازن بين دنياى وآخرتى.. فلا تأتى الدنيا على حساب الآخرة. يا رب أنت عليم بكل ذنوبى.. فهل تغفرها لى؟ وبعد أن انتهى المهندس إبراهيم سليمان من الدعاء إلى الله فى بيته الحرام.. قال له أحد المصريين: حج مبرور وذنب مغفور يا حاج إبراهيم. أرجو ألا يفكر المهندس إبراهيم سليمان فى رفع قضية ضدى يدعى فيها أننى اتهمته بارتكاب ذنوب وآثام.. بينما هو يدعى أن صفحته بيضاء وبلا ذنوب. ■ نشر هذا المقال فى ١٦/ ١/ ٢٠٠٦ |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات