الأقسام الرئيسية

في الذكرى السنوية الثانية للعدوان على قطاع غزة: الجثث تطايرت في الهواء

. . ليست هناك تعليقات:

غزة / سما / مصطفي ابراهيم / حسين أحمد 28عاماً، من سكان بيت لاهيا، أعزب، شرطي برتبة مساعد في شرطة غزة منذ أربع سنوات، حاصل على بكالوريوس آداب، لا ينتمي لحركة حماس، عمل في الشرطة لعدم وجود بديل آخر للعمل، في ساعات الفجر الاولى من يوم السبت الموافق 27/12/2008، استيقظ في الساعة الخامسة فجرا وصلى صلاة الفجر، وبدأ يستعد للتوجه الى مكان عمله في مقر قيادة الشرطة في مدينة عرفات بغزة (الجوازات)، حيث كان في دورة تدريبية للأفراد مدتها شهران مضى منها 21 يوماً، في الدورة يتم تدريبهم تمارين رياضية عسكرية على الاحتمال وعلى العلوم الشرطية وكيفية التعامل مع الناس.

في الساعة السابعة من صباح يوم السبت 27/12/2008، خرج من بيته كالعادة، كان ينتابه شعور بالخوف والقلق وشعور غريب، ويقول كنت أتوقع أن تقوم اسرائيل بقصف الجوازات حيث كانت تهدد بضرب غزة، ويدلل على كلامه على أنه خلال الأيام السابقة لبدء القصف كانت هناك 4 ( زنانات) طائرات استطلاع تحلق فوق مبنى الجوازات طوال اليوم وبشكل دائري، كان عليه أن يصل الى مكان عمله في الساعة السابعة والنصف، قبل الثامنة موعد بدء الدورة.

في الجوازات كان أكثر من دورة لأفراد الشرطة والضباط والخيالة والبرتوكول بما فيها الفرقة الموسيقية للشرطة، الدورة الذي كان يشارك فيها حسين أحمد كان عدد أفرادها 200 شرطي، وكان في نفس الوقت دورة للضباط عددهم نحو 400 ضابط، وهؤلاء غادروا في الساعة العاشرة صباحا قبل موعد القصف الإسرائيلي، وكان أيضاً طابور عرض لـ 15 شرطياً من شرطة الانضباط المسؤولين عن الشرطة وسلوكهم وانضباطهم في العمل، و50 من شرطة حفظ النظام والتدخل السريع، ودورة للخيالة والفرقة الموسيقية للشرطة وعددهم 20 شرطياً.

في الساعة الثامنة صباحاً طلب (المدرب) الضابط المسؤول عن الدورة الذي يشارك فيها حسين من أفراد الشرطة المشاركين في الدورة الوقوف في الطابور، وقام بالتفتيش على الأفراد، وعلى ملابسهم والأحذية ونظافتها وترتيبها، واستمر الطابور نصف ساعة، وانتظروا حتى الساعة التاسعة حيث خرجوا للجري من الجوازات من شارع جمال عبد الناصر، وهذا تدريب يومي يقوم به المشاركون في الدورة، واستمر الجري نحو ساعة حيث توجهوا من الجوازات الى السرايا في وسط مدينة غزة، وعادوا من شارع عمر المختار، حتى وصلوا الى الجوازات، وعادوا ودخلوا في طابور تكويني استمر ساعة تقريبا.

وسمح المدرب لهم بالراحة مدة عشر دقائق، وفي حوالي الساعة العاشرة والنصف عادوا للتدريب، واستمر التدريب نصف ساعة، وأعطاهم المدرب فترة راحة حتى الساعة 11:20، وبعد أن اصطفوا في الطابور، طلب المدرب من حسين أن يخرج من الطابور ويذهب لترتيب ملابسه وتنظيف حذائه، وطلب حسين من زميل له أن يعطيه دهانا لتلميع الحذاء، وذهب الى المبنى المقابل لساحة التدريب. وبعد أن نظف حذاءه وأراد العودة الى التدريب، يقول حسين كان الوقت يمر طويلاً، وكان شعور بالقلق والخوف ينتابه، وفي الساعة 11:27 دقيقة، يؤكد على هذا الوقت، وقبل أن يتحرك من مكانه سمع صوت صفارة مرتفع، ونظر الى السماء فشاهد صاروخين ضخمين وطويلين ينزلان من السماء، فصرخ على زملائه الذين كانوا بالقرب منه في المبنى ويقدر عددهم بنحو 20 شرطيا، وقال لهم صواريخ، فهربوا جميعا باتجاه البوابة الجنوبية لمبنى الجوازات وشاهد الصاروخين وهما يسقطان في وسط زملاؤه الذين كانوا مصطفين في الطابور في ساحة التدريب، وشاهد جثثهم وأشلائهم وهي تتطاير في الهواء، وسقط على الأرض، وسقط فوقه زملاؤه.

ويضيف في نفس الوقت سقط صاروخان آخرين في ساحة التدريب على أفراد الشرطة مباشرة، وسقط صاروخ خامس على البوابة الغربية للجوازات، واستطاع الوقوف والاستمرار في الجري خارج المبنى الى أن وصل الى الإشارة الضوئية على مفترق جامعة الأزهر، وبعد ذلك شعر أنه مصاب في قدمه اليسرى والدماء تنزف من قدمه.

وتوجه الى مستشفى الشفاء للعلاج، وكانت إصابته متوسطة، ومكث في المستشفى عدة أيام للعلاج، وبعد ذلك عاد للبيت، وعلم أن 10 من زملاؤه في الدورة قتلوا، وأصيب عدد منهم لا يعرف عددهم. وقال إن الطائرات الإسرائيلية استهدفت ساحة التدريب والصواريخ قتلت 80 من أفراد الشرطة في ساحة التدريب وأنها لم تستهدف أي مبنى من مباني الجوازات، وقد قتل عدد من أفراد الفرقة الموسيقية من بينهم مغني الفرقة الموسيقية صهيب عبد العال، وحسن أبو شنب ابن القيادي في حماس إسماعيل أبو شنب.

حسين عاد الى عمله في الشرطة بعد ثلاثة أشهر، لكنه رفض العودة للعمل في نفس المكان الذي أصيب فيه وقتل عدد من زملائه، لأن المكان يذكره بهم، والحادث ومنظر الجثث وهي تتطاير في الهواء لا تفارقه، ويظل يتذكر الحادث، حسين لا يزال يشعر بالقلق والخوف، ويقول إن عددا من زملائه تلقوا العلاج النفسي، لكنه بالرغم من حالة الحزن والخوف رفض تلقي العلاج النفسي.

نقلا عن صحيفة هآرتس

كن مدون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer