الثلاثاء، 21 ديسمبر 2010 - 19:35
رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن
كتبت ريم عبد الحميد وإنجى مجدى وحاتم عطية ومحمود محيى
كشفت برقية تابعة لوزارة الخارجية الأمريكية سربها موقع "ويكيلكس"، عن تعاون وثيق بين إسرائيل والقوات الموالية لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن)، عندما اجتاح مسلحو الحركة الإسلامية حماس قطاع غزة قبل 3 سنوات.وقالت صحيفة "الديلى تليجراف" التى نشرت تفاصيل البرقية، إن الأمر قد يتسبب فى إحراج لعباس وحركة فتح، التى تتهمها حماس بالتعاون مع الإسرائيليين. خاصة أن عباس يعانى موقفا ضعيفا أمام الفلسطينيين بعد فشله فى تحقيق تقدم فى عملية السلام.
الوثيقة الصادرة بتاريخ 13 يونيه 2007 من السفارة الأمريكية بتل أبيب، تروى تفاصيل محادثة وقعت خلال الأحداث التى انتهت باستيلاء حماس على غزة.
ونقلت الرسالة عن يوفال ديسكين رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلى "الشاباك" قوله: " إن إسرائيل استطاعت إقامة علاقات عمل جيدة جدا مع فرعين لأجهزة الأمن الفلسطينية".
وأضاف أن جهاز الأمن الداخلى التابع للسلطة الفلسطينية يشارك مع نظيره الإسرائيلى فى كافة المعلومات الاستخباراتية التى يجمعها، مؤكدا أن بعض قادة فتح طلبوا من إسرائيل التدخل فى القتال الواقع بقطاع غزة.
وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية التى نشرت نص وثيقة ويكليكس قد أكدت أن ديسكن اعترف بإبلاغ السفير الأمريكى فى إسرائيل ريتشارد جونز، بأن السلطة الفلسطينية طالبت إسرائيل بمهاجمة حركة حماس فى قطاع غزة عام 2007، بمجرد أن سيطرت حماس على القطاع.
وتسببت هذه المطالبة بشكل غير مباشر فى تخطيط الجيش الإسرائيلى لتنفيذ هجومه العسكرى الدموى على قطاع غزة آواخر عام 2008، وهى العملية العسكرية التى أطلقت عليها اسم "الرصاص المصبوب" مما أدى إلى مقتل المئات وإصابة الآلاف من المدنيين الفلسطينيين.
كما أكد رئيس جهاز "الشاباك" الإسرائيلى أن الهيئات الأمنية فى إسرائيل على علاقة طيبة للغاية مع مؤسسات السلطة الفلسطينية، وبخاصة جهاز المخابرات العامة وجهاز الأمن الوقائى الفلسطينيين، اللذين يشاركان الشاباك فى جمع المعلومات الاستخبارية التى يحصل عليها، مؤكداً أن أجهزة الأمن الفلسطينية تفهم أن أمن إسرائيل هو عنصر مركزى لبقائها، فى ظل الكفاح بينها وبين حماس فى الضفة الغربية.
وكانت صحيفة "الإندبنتت" البريطانية قد كشفت أيضا عن الوثيقة وعن وجود تعاون وثيق بين إسرائيل وقوات عباس عندما استولى المسلحون التابعون لحركة حماس على قطاع غزة قبل ثلاث سنوات.
وقالت الإندبندت إن الوثيقة التى تم تسريبها على موقع ويكيليكس أمس الاثنين ربما تسبب إحراجاً للرئيس عباس وحركة فتح التى اتهمتها حماس بالعمل مع الإسرائيليين. ويعانى موقف عباس بين الفلسطينيين من حالة من الضعف بسبب فشله فى إحراز تقدم فى عملية صناعة السلام مع إسرائيل.
وتشير الوثيقة التى تم إرسالها من السفارة الأمريكية فى تل أبيب فى 13 يونيو عام 2007 إلى محادثة خلال ما وصفته الإندبندنت بالحرب الأهلية بين الفلسطينيين والتى انتهت باستيلاء حماس على قطاع غزة، قال فيها رئيس وكالة الأمن الإسرائيلى يوفال ديسكين إن إسرائيل قد "أسست علاقة عمل جيدة " مع فرعين من جهاز الأمن الفلسطينى. مضيفا أن وكالة الأمن الداخلى التابعة لعباس تتشارك مع وكالته تقريبا فى كل المعلومات الاستخباراتية التى تجمعها".
وتعلق الإندبندنت على هذه الوثيقة قائلة إن علاقة الفلسطينيين بإسرائيل معقدة، فهم يستأنفون مفاوضات السلام معها لكنهم فى نفس الوقت يعتبرونها عدوتهم بسبب احتلالها للضفة الغربية والمستوطنات التى أقامتها هناك. ويعد التعاون مع الأمن الإسرائيلى بمثابة جريمة.
وقد قلل مسئول فى حكومة عباس من أهمية المعلومات التى وردت فى الوثيقة، وقال إن تبادل المعلومات بيينا وبين إسرائيل يقتصر على المعلومات التى تخدم أمن مصالح شعوبنا."
وقالت صحيفة، يديعوت أحرونوت، الإسرائيلية إن ديسكن أبدى معارضته لتسليح القوات التابعة لفتح والمخلصة لأبو مازن فى القطاع، تخوفاً من أن تصل هذه الأسلحة لأيدى حماس، رداً على اقترح الجنرال "كب دايتون" بتسليح القوات المخلصة لأبو مازن من فتح والسماح لها بمحاربة حماس.
وانتقد ديسكن بشدة "محمد دحلان" قائلاً، "نحن حتى غير متأكدين أين هو موجود وفتح فى حالة هبوط كبير فى القطاع، وتلقينا طلبات لتدريب رجالهم فى مصر واليمن وكنا نريد أن يتلقوا التدريب الذى يحتاجونه ولكن ليس لهم قائد".
ووصف ديسكن، وضع حركة فتح بالصعب والفاقد للأمل وأنه وصل إلى درجة الصفر، مضيفاً "وعلى هذا هم يطالبوننا بمهاجمة حماس، هذا تطوير جديد ولم نشاهد هذا فى السابق، هم يائسون والمخابرات الفلسطينية ليس لها ألا الكلام"، مضيفا "إن المخابرات الفلسطينية تتعاون معنا تقريباً فى كل معلومة استخبارية لديهم، فهم يفهمون أن أمن إسرائيل ضرورى لنجاحهم فى الصراع مع حماس".
ونشرت يديعوت وثيقة أخرى مختلفة عن السابقة جاء فيها أنه قبل بسط حركة حماس سيطرتها على قطاع غزة، قال ،عاموس يدلين، فى ذلك الوقت إنه سيكون سعيدا ومسرورا إذا حدث هذا الأمر، كما قدر يدلين خلال الرسالة أن العلاقة بين حماس وإيران ليس ذات مغزى.
وأوضح "ويكليكس" أن رسالة إلكترونية بعثها السفير الأمريكى فى تل أبيب "رتشارد جونز" مع "يدلين" فى بداية عام 2007، على إثر بدء الصراع بين حركتى حماس وفتح فى قطاع غزة.
وحسب الوثيقة التى أرسلت من السفارة الأمريكية فى تل أبيب إلى واشنطن، "أن يدلين وضع قطاع غزة فى المكان الرابع على خارطة التهديدات التى تواجه إسرائيل بعد إيران وسوريا ومنظمة حزب الله اللبنانية".
كما قلل رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلى الذى أنهى مهامه فى الأسابيع الماضية، وحظى بتقدير كبير من القيادة الإسرائيلية، من أهمية التدخل الإيرانى فى قطاع غزة قائلاً، أنه "طالما لم يكن لهم ملجأ بحرى أو جوي".
وتطرق "يدلين" بايجابية لإمكانية سيطرة حماس على القطاع، قائلاً "أكون مسروراً إذا سيطرت حماس على القطاع، وإن بإمكان إسرائيل الآن الحكم على قطاع غزة كدولة معادية".
وأضاف يدلين، "أن تطورات كهذه ترضى إسرائيل فحينها الجيش الإسرائيلى لن يضطر لمواجهة حماس كطرف ليس له دولة"، مشيراً إلى "أن إسرائيل ستتمكن من التعاون مع حركة فتح بالضفة الغربية".
وحينها رد عليه السفير الأمريكى "جونز"، "أنه إذا قررت حركة فتح أنها فقدت غزة سيكون هناك طلب من أبو مازن بإنشاء حكم منفصل فى الضفة الغربية" .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات