أعلان الهيدر

27‏/12‏/2010

الرئيسية البرادعى بين التنظير والتنظيم

البرادعى بين التنظير والتنظيم

بقلم: معتز بالله عبد الفتاح

motazbellah abdelfattah

27 ديسمبر 2010 08:49:30 ص بتوقيت القاهرة

الدكتور محمد البرادعى، إضافة مهمة للحياة السياسية المصرية، حتى وإن لم ينجح فى مسعاه لتعديل الدستور. ولكن أعتقد أن بعض خطواته لم تكن محسوبة بالقدر الكافى؛ فهو قد تبنى إستراتيجية «المكسب الأقصى» قبل أن يعرف «قاعدة القوة» (power base) التى ينطلق منها. والمقصود بإستراتيجية «المكسب الأقصى» هو منطق إما كل شىء أو لا شىء؛ وهى الاستراتيجية التى بدت ملامحها فى رفض تشكيل حزب أو انضمام لحزب على اعتبار أنها أحزاب ديكورية تخدم استمرار الاستبداد أكثر منها معارضة حقيقية، وهو ما ارتبط بدعوته لمقاطعة الانتخابات حتى تستجيب السلطة لمطالبه.

هذه الاستراتيجية تبدو سليمة لو توافرت ثلاثة شروط: أولا أن يكون النظام الحاكم منقسما على نفسه أو فيه أصوات إصلاحية قوية، ثانيا أن يكون الدكتور البرادعى منطلقا من قاعدة قوة متحدة تحت قيادته، ثالثا أن تكون الأهداف المطلوب تحقيقها تحظى بإجماع سياسى ودعم شعبى.

الشرط الأول ليس متحققا. والشرط الثالث بعيد عن حالتنا لأن المصريين استقالوا من السياسة.

ما كان بيد الدكتور البرادعى فعليا هو بناء هذه القاعدة القوية المتحدة تحت قيادته، وهو ما لم يفعله (حتى الآن على الأقل). وأعتقد أن غياب هذه القاعدة لأن الرجل وقع فى الفجوة بين المنظر (theorist) والمنظم (entrepreneur) السياسى والفرق بينهما كبير حيث حرية الرأى عند المنظر تجعله يقول كلمته التى ترضى ضميره ويرحل، أما المنظم فهو معنى برد فعل الآخرين تجاه ما يقول، بل هو لا يتحدث إلا فى الموضوعات التى تقوى من قاعدة قوته وتخصم من قاعدة قوة المنافسين. ولنأخذ مثلا ما نسب إليه من عدم رفضه تولى «امرأة مسيحية» منصب رئاسة مصر، مشيرا إلى أنه «وفقا للتعاليم الإسلامية، فإن كل شخص لديه نفس الحقوق والواجبات، سواء كان مسلما أو مسيحيا، وتلك الحقوق تستند إلى المساواة والعدل».

وقطعا هذا كلام فيه جدل كبير، ولو صدقنا من يديرون الحملات الانتخابية فى الدول الديمقراطية فإن هذه النقطة توصف بأنها «منطقة هشة» (soft point)، يخسر إن تحدث فيها، ويكسب إن تجنبها، فكم من جدل يثيره هذا الرأى ويفقد معه الدكتور البرادعى أنصارا.

ومع ذلك فلابد من توضيح أن عملية التعلم ستأخذ مسارها الطبيعى، فها هو قد أعلن عن استعداده لتكوين حزب أو للانضمام لحزب. وفى تقديرى أن هذه نقطة تحول مفيدة من عقلية المنظر إلى عقلية المنظم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.