الأقسام الرئيسية

شباب مصر في مرمى الشرايين التاجية

. . ليست هناك تعليقات:

الأحد, 19 ديسيمبر 2010
القاهرة - سحر الببلاوي

يبدو أن أجواء التلوّث والعادات الغذائية غير الصحية وانتشار التدخين في مصر، وضعت فئات عمرية شابة في مرمى نيران الإصابة بأمراض الشرايين التاجية. والمعلوم أن عضلة القلب تتغذى من أوعية خاصة، يُطلق عليها لقب الشرايين التاجيّة Coronary Arteries. وظهر أن معدل الأعمار عند من يصابون بهذه الأمراض في مصر، يقلّ بعشر سنوات عنه في الدول المتقدمة. جاءت هذه الحقيقة المؤلمة في دراسة شملت ما يزيد على 11 ألف مريض في 19 دولة. وأكّدت الدراسة حدوث الإصابة بأمراض الشرايين التاجيّة في سنّ مبكرة في الدول النامية (ومنها مصر)، بالمقارنة مع أوروبا وشمال أميركا. وتحدّثت عن انتشار متساوٍ للتدخين والسكري بين مرضى القلب في وجه عام. وذكرت الدراسة أن علاج أمراض الشرايين التاجية في الدول النامية يتجّه الى الإتكال على الأدوية.

وفي سياق إعلان نتائج هذه الدراسة، أوضح الدكتور محمد صبحي رئيس «الجمعية المصرية لأمراض القلب» أن وزارة الصحة تعاونت مع الجمعية لتنفيذ الدراسة التي تحمل اسم «أكسيس». ونبّه إلى أن «أكسيس» هي أول دراسة واسعة النطاق تجرى على مرضى الشرايين التاجية في الدول النامية، بهدف تحديد الفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة، إضافة الى تقويم أساليب علاج هذه الأمراض، خصوصاً الأنواع الخطيرة والحادة منها. وتضمّنت الدراسة هدفاً ثانوياً يتمثّل في تقويم الأداء الطبي في علاج هذه الأمراض، خصوصاً لجهة توافقه مع الضوابط المقّرة عالمياً، إضافة إلى توثيق أساليب التدخلّ طبياً في علاج الحالات الطارئة (سواء بالأدوية أم بالجراحة)، وتقويم مدى نجاعتها، وتحديد مؤشرات الوفيات في المستشفى. وسعت الدراسة لتقويم التكلفة المباشرة لعلاج أمراض الشرايين التاجية سنوياً، إضافة إلى دراسة العلاقة بين التعامل مع هذه الأمراض على مستوى الرعاية الطبية الأولية، وعلاجها في المستشفيات، ونسب شفائها ووفياتها.

وأشار صبحي إلى أن الجزء المخصص لمصر في الدراسة، نُفّذ عبر 53 مركزاً طبياً، منها عشر مستشفيات جامعية وعشر مستشفيات تابعة لوزارة الصحة والتأمين الصحي. واستمر تنفيذ هذا الجزء من أيار (مايو) 2007 حتى نيسان (أبريل) 2009. وشمل ما يزيد على 1700 حالة من الإصابة بأمراض الشرايين التاجية.

وأوضحت الدراسة أن 60 في المئة من المرضى لم يستخدموا العقاقير المذيبة للتجلّطات، ولم يجر التدخّل طبياً خلال الساعات الأولى من حدوث تجلّط في الشرايين التاجيّة.

وأوضح صبحي أنه بناء على نتائج الدراسة، عُقِدت اتفاقية بين الجمعيتين الأوروبية والمصرية لأمراض القلب، للتعاون في مشروع «ستنت 4 لايف» Stent 4 Life. وتركّز الإتفاقية على توفير أفضل وسائل الرعاية الطبية في التدخّل طبياً لعلاج التجلّطات في شرايين القلب التاجيّة على مدار 24 ساعة، وتأمين وصول المريض في الساعات الحرجة الأولى من حدوث التجلّط والإنسداد في هذه الشرايين. وأشار صبحي إلى أن مصر هي الدولة العربية الوحيدة المشاركة في المشروع الضخم، الذي تشارك فيه دول من خارج القارة الأوروبية مثل تركيا.

وأعلن أن الجمعية المصرية تشارك بجلستين مخصّصتين لها في مؤتمر «الجمعية الأميركية للقلب» American Heart Association، الذي يُعقد في أواخر آذار (مارس) المقبل. وتضمّ «الجمعية المصرية لأمراض القلب» ما يزيد على ألفي عضو، وأُنشئت عام 1952. وهي تتبنى عدداً كبيراً من المشاريع البحثية والوقائية، التي تهدف الى تحسين الرعاية طبياً لمرضى القلب في مصر.

وتحدث أستاذ القلب في جامعة الإسكندرية الدكتور محمود حسنين، عن أهم المشاريع التي تتبناها الجمعية المصرية. وقال: «هناك مشروع استقصاء عن مرض فشل عضلة القلب، لأنه يصيب عدداً كبيراً من المرضى المصريين، ولا يوجد لدينا أي أرقام محددة عنه. ويهتم الإستقصاء بتحديد أسباب المرض، ومدى انتشاره، والأدوية التي يتداولها المرضى. ويهدف أيضاً لتكوين قاعدة بيانات مصرية عن علاج هذا المرض، الذي يعتبر من أهم أمراض القلب القاتلة. ويجري تنفيذه بالتعاون مع وزارة الصحة». وأضاف أن الجمعية «بصدد الاتفاق مع ناشر أجنبي بهدف وضع المجلة العلمية الخاصة بها ضمن الدليل الطبي العالمي، كي يصل صوت البحوث المصرية الى المدى العالمي». وقال: «لا شك أن هذه الخطوة تحفز الأطباء على رفع مستوى بحوثهم علمياً. لنذكر أيضاً أن الجمعية تدرّب الشبان من إختصاصيي أمراض القلب على إجراء البحوث بطريقة متقنة علمياً».

وفي الإطار عينه، جاء حديث الدكتور أشرف رضا، أستاذ القلب في جامعة المنوفية وهو تناول حقول البحوث التي تهتم بها «الجمعية المصرية لأمراض القلب». وقال: «بدأنا منذ ثلاث سنوات مشروعاً بحثياً لدراسة أسباب قصور الشرايين التاجية لدى المصريين، لأن أسباب المرض تختلف من مجتمع لآخر بالترافق مع اختلاف المعطيات الجينية والنُظُم الغذائية. ويهدف هذا المشروع إلى توظيف الموارد في الوقاية من أمراض الشرايين التاجيّة. وتتبنى الجمعية أيضاً مبادرة لنشر الوعي بين المصابين بأمراض في الشرايين التاجيّة، خصوصاً أهمية الذهاب إلى المستشفى فور الإحساس بالعوارض المتّصلة بحدوث تجلّط في الشرايين التاجيّة أو إنسدادها».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer