الأقسام الرئيسية

المفاوضات الموازية!!

. . ليست هناك تعليقات:

بقلم: سلامة أحمد سلامة

salama ahmad salama okkk

22 ديسمبر 2010 09:12:36 ص بتوقيت القاهرة


على غرار «البرلمان الموازى» الذى دعت إليه مجموعة من السياسيين والناشطين فى مصر تعبيرا عن الإحباط والفشل الذى نجم عن الانتخابات البرلمانية، أطلقت أمريكا ما يسمى بـ«المفاوضات الموازية» فى أعقاب انهيار المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين.. لملء الفراع من ناحية، وانقاذا لماء وجه الإدارة الأمريكية التى أرغمتها إسرائيل على التخلى عن موقفها من تجميد المستوطنات وبالتالى عن دورها الإيجابى فى التمسك بالشرعية الدولية كأساس للتفاوض من ناحية أخرى.

وكما أن «البرلمان الموازى» ليست له وظيفة تشريعية أو رقابية محددة، فكذلك «المفاوضات الموازية» التى لا تعنى شيئا أكثر من أن يتحدث الأمريكيون مع الفلسطينيين، ويجرون من ناحية أخرى محادثات موازية مع إسرائيل تستمر ستة أسابيع. وطبقا لمصادر فلسطينية يبدأ بحث موضوع الأمن ثم ينتقل إلى موضوع الحدود، لتبدأ بعد ذلك المفاوضات المباشرة فى الوقت المناسب بين الفلسطينيين وإسرائيل.

وعلى الرغم من أن لجنة المتابعة العربية أيدت رفض الفلسطينيين الدخول فى مفاوضات جديدة، إلا إذا قدمت واشنطن عرضا جادا لإنهاء النزاع العربى الإسرائيلى، فقد جاء اقتراح المفاوضات الموازية لإبقاء الباب مفتوحا أمام الاتصالات بين الطرفين، وعلى أساس أن المفاوضات المباشرة تأتى فى مرحلة لاحقة!! وعلى العرب فى هذه الأثناء أن يجربوا حظوظهم فى مجلس الأمن.

سواء باستصدار قرار يدين الاستيطان، أو بالاعتراف بالدولة الفلسطينية ضمن حدود 67 وعاصمتها القدس.. فقد بادرت واشنطن إلى استباق هذه المحاولات وأغلقت الباب بإعلانها أنها ستستخدم حق الفيتو ضد أى قرار يطرح فى مجلس الأمن فى هذا الاتجاه.

من الواضح أن العرب يخضعون الآن لحصار سياسى ودبلوماسى محكم، لإجبار محمود عباس على العودة إلى مفاوضات بأى ثمن تبدأ «موازية» وتنتهى «مباشرة» لن تفضى إلى شىء كالعادة.

ويتردد أن واشنطن قدمت بالفعل قبل زيارة ميتشيل الأخيرة ورقة «غير رسمية» تضمنت ست نقاط تعالج معظم القضايا الأساسية من وجهة النظر الإسرائيلية.. سواء بالنسبة للقدس أو لقضية اللاجئين، أو مستقبل المستوطنات الإسرائيلية أو تقسيم حصص المياه.. وكلها مقترحات تتجاهل القرارات الدولية التى صدرت فى هذه القضايا ووضعت الأساس الشرعى لحلها.. ومعنى ذلك أن الولايات المتحدة الأمريكية تتبنى بالكامل مواقف إسرائيل، ولا تتقيد بمبادئ الشرعية الدولية، ولا بقرارات الرباعية التى كانت إنجيلا مقدسا فى وقت من الأوقات!

ويبدو أن الرئيس عباس قد أصبح مستعدا لقبول الضغوط الأمريكية. وقد تردد أن لقاءات تمت بالفعل بين ممثلين من فلسطين وإسرائيل وبحضور ممثلين عن دول غربية فى «بيت جالا» بالقدس. ويعد هذا التطور نتيجة منطقية لما جرى فى المناقشات التى شهدتها لجنة المتابعة العربية، وظهر فيها مدى العجز العربى والاستسلام للأمر الواقع.. فقد سئل الشيخ حمد بن جاسم وزير خارجية قطر ورئيس لجنة المتابعة العربية: هل هذا هو كل ما لديكم؟ أى الذهاب إلى مجلس الأمن إذا فشلت المفاوضات الموازية مع أمريكا، علما بأنها ستستخدم حق الفيتو ضد أى تحرك عربى فى مجلس الأمن؟ فرد قائلا: وماذا نستطيع أن نفعل؟ نحن نرد على الدبلوماسية بتحرك دبلوماسى!

من الواضح إذن أن العرب مازالوا يعلقون آمالا على أمريكا والرباعية الدولية فى إيجاد مخرج من المأزق الراهن. ومازالوا يعتقدون أن إسرائيل ترغب فى السلام وفى أن يعيش شعبها فى أمان.. ولكن بعد كل التكهنات والمبعوثين والمقترحات التى حملوها طوال عامين من المفاوضات مع نتنياهو، يمكن القول إن المحادثات مع الجانب الإسرائيلى فقدت معناها ومغزاها.

وأكبر الظن أن هذا عكس ما تروجه الحكومات والزعامات العربية لإقناع نفسها وشعوبها بأنها مازالت تعمل من أجل القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطينى.

ويبدو أن جهود الحكام العرب فى الحفاظ على مناصبهم ولجوء إسرائيل للقوة العسكرية فى اقتحام الأراضى الفلسطينية وضربها بالصواريخ ومطاردة أهلها، فضلا عن التعاون الأمنى بين الأجهزة الإسرائيلية والأجهزة الفلسطينية فى الضفة الغربية قد أضعفت روح المقاومة. كما أن مأزق السلام قد عمق الانقسام الفلسطينى، وجعلهم أكثر اهتماما بالتناحر والتنازع فيما بينهم عن مقاومة إسرائيل.

هناك من يتنبأ بأن عباس بصدد كتابة صفحته الأخيرة.. والمأساة أنه حين يترك المسرح بصورة أو بأخرى، فلن يعرف أحد من يكون خليفته؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer