
تحديدا لدينا قصة حماقتين، ونبدأ بالقصة المأساوية، قصة المراهق الصيني «زينج» ويبلغ من العمر سبعة عشر عاما، لا نعرف ما إذا كان مولعا بالمعلوماتية أم أن الأنماط الاستهلاكية هي التي سيطرت على تفكيره، ذلك إن الأمر يتعلق بجهاز «آي باد»، وبالتالي بجهاز يتميز بالدعاية التي صاحبت طرحه في الأسواق كعلامة استهلاكية أكثر منه كجهاز يقدم تقنية جديدة متميزة، ويبدو أن «زينج» كان يحلم بالحصول على «آي باد»، ولكن إمكانياته المادية لا تسمح له بذلك، وفي أحد الأيام اختفى من منزله وعاد بعد ثلاثة أيام، حاملا معه جهاز «آي باد» وهاتف «آي فون»، وعندما ألحت والدته لمعرفة مصدر الأموال الذي سمح له بشراء الجهازين، اعترف لها بأنه باع إحدى كليتيه بما يعادل 2300، بعد أن اتصل بسمسار للأعضاء البشرية عبر الإنترنت، وعندما انفجرت الفضيحة مثيرة ضجة كبيرة في الصين، توجه المحققون إلى المستشفى التي قال «زينج» أن عملية رفع كليته جرت فيها، فأنكرت الإدارة معرفتها بالأمر ولكنها أشارت إلى قسم أمراض المسالك البولية فيها تمت خصخصته، وأن إدارته تعود إلى رجل الأعمال الذي اشتراه، وبين قطاع خاص يدير أمور الصحة، وشركة معلوماتية عالمية تبهر المراهقين والبالغين بأجهزة على الموضة، بفضل حملات دعائية هائلة، فقد «زينج» إحدى كليتيه وبدأت صحته في التدهور، شاب قليل الخبرة ذهب ضحية ماكينة دعائية هائلة أقنعته بالتخلي عن جزء من جسمه مقابل جهاز سيصبح قديما خلال سنوات إن لم نقل أشهر قليلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات