الأقسام الرئيسية

سقوط المستبدين لا يعني دائما صعود الديمقراطية

. . ليست هناك تعليقات:


بعد نشوة الثورة، الأهم هو تحدي بناء مجتمع يقوم على العدل والديمقراطية والوفاء بتوقعات المؤيدين للتغيير.

ميدل ايست أونلاين


الامم المتحدة - من باتريك وورسنيب


ايران.. من عهد الملوك إلى عهد رجال الدين غير المنتخبين

احتشد مئات الالاف من المحتجين في الميادين العامة وجرى ترديد الشعارات والتلويح باللافتات وروعت قوات الامن مما دفعها الى التوقف عن اداء مهمتها وتنحى المستبد الذي كانت تكال اليه اللعنات او فر الى الخارج.

لكن ماذا بعد؟

انه سؤال ليس موجها وحسب للمصريين الذين اطاحوا بالرئيس حسني مبارك الجمعة لكنه سؤال واجه اولئك الذين وقفوا خلف ثورات اطاحت بالانظمة الاستبدادية في عشرات الدول خلال العقود الاخيرة من الزمن.

ونادرا ما تستمر النشوة طويلا فبعد السكرة تأتي الفكرة ويحل محلها تحدي بناء مجتمع يقوم على العدل والديمقراطية والوفاء بتوقعات المؤيدين الذين ربما حركهم توقهم للحرية السياسية بقدر ما حركتهم المصاعب الاقتصادية.

وتظهر الدراسات بالقطع سجلا متباينا من النجاح طويل الامد للانتفاضات الشعبية مثل تلك التي زلزلت للتو دولا عربية مثل مصر وتونس.

وذكر تقرير لمجموعة فريدوم هاوس لحقوق الانسان ومقرها واشنطن تحت عنوان "كيف تظفر بالحرية.. من المقاومة المدنية الى الديمقراطية الراسخة" ان "العديد من حالات الانتقال من الحكم الشمولي لا تفضي الى الحرية".

"فرصة الحرية بعد انفتاح سياسي يتمثل في سقوط (زعيم) سلطوي ليست في حد ذاتها ضمانا لنتيجة مثلى للحرية على الامد الطويل".

وقال التقرير انه من بين 67 دولة انتقلت من الحكم الاستبدادي على مدى الجيل السابق اصبحت 35 دولة "حرة" و 23 "حرة جزئيا" وتسعة "غير حرة".

وأضاف التقرير ان من بين العوامل المرجح ان تسهم في ارساء ديمقراطية راسخة وجود ائتلاف مدني قوي متماسك قبل التغيير وانتهاج المعارضة اساليب بعيدة عن العنف.

وعلى العكس يقول محللون ان فرص بناء ديمقراطية مستقرة يمكن الاضرار بها اذا توصلت المعارضة الى اتفاق مع قوات الامن للاطاحة بحاكم مثلما يشتبه البعض انه ربما يكون قد حدث في مصر.

وقال دانيال سيروير المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأميركية ان المتظاهرين في صربيا وعدوا اجهزة الامن بانها لن تتحمل المسؤولية عن الافعال السابقة اذا ساعدتهم في الاطاحة بالرئيس سلوبودان ميلوسيفيتش عام 2000.

وقال سيروير الذي يعمل حاليا بجون هوبكينز سكول للدراسات الدولية المتطورة "هذا الاتفاق انزل كارثة بالانتقال الديمقراطي لصربيا الذي كان لولا ذلك سيقطع شوطا طويلا في الاتجاه الصحيح".

واضاف "من المرجح ان يواجه المصريون مشكلة مماثلة. هم اعتمدوا على القوات المسلحة للاطاحة بمبارك. السؤال الان سيكون ما اذا كانت القوات المسلحة ستسمح باستمرار الثورة حتى النهاية".

ويعتقد بعض المحللين ان فرص احداث تغيير دائم تتعزز اذا كان لدى دولة تاريخ من الديمقراطية على الاقل.

وكان ذلك هو الوضع مع الفلبين حيث بدأ الدكتاتور فردناند ماركوس الذي اطاحت به اضطرابات حاشدة عام 1968 كرئيس منتخب ومع اغلب دول حلف وارسو التي تخلصت من الحكم الشيوعي عام 1989 وانضمت لاحقا الى الاتحاد الاوروبي.

واندلعت اعمال عنف خطيرة في دولة واحدة هي رومانيا.

والاستثناء الذي يثبت القاعدة بين الدول الاوروبية في التكتل السوفيتي السابق هي روسيا البيضاء وهي دولة لها لغتها الخاصة لكن دون تاريخ يذكر كدولة مستقلة وهيمنت عليها موسكو طويلا.

وفي حين ان دول البلطيق المجاورة لاتفيا وليتوانيا واستونيا القريبة جغرافيا وثقافيا من الدول الاسكندنافية ينظر اليها كمثال للتحديث وصف القادة الغربيون الكسندر لوكاشينكو رئيس روسيا البيضاء منذ عام 1994 بأنه اخر دكتاتور في اوروبا.

وكان الملوك يحكمون ايران الى ان اطيح باخر شاه وهو محمد رضا بهلوي عام 1979 في ثورة اسلامية. ومن قبيل المصادفة ان النظام الملكي بايران سقط في 11 فبراير/شباط بالتحديد اي قبل 32 عاما من الاطاحة بمبارك في مصر.

ومع استخدام الجانبين العنف احتلت ايران مرتبة متأخرة في قائمة فريدوم هاوس للدول المعرضة لخطر زوال مكاسبها الديمقراطية. وسرعان ما نحى المحافظون المعتدلين جانبا لتشكيل دولة دينية يقودها فعليا رجال دين غير منتخبين.

لكن ديفيد كورترايت من معهد كورت للدراسات الدولية للسلام بنوتردام يقول انه حتى ايران اجرت انتخابات ديمقراطية على الاقل قبل 2009 عندما قال متظاهرون معارضون ان انتخابات رئاسية جرى تزوير نتائجها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer