أعلان الهيدر

19‏/12‏/2010

الرئيسية السكّري يحصد آلاف الأرواح يومياً ويصيب 438 مليوناً في 2030 مؤتمر عالمي في الإمارات تعدّ لمكافحته ... وتعزيز الوقاية

السكّري يحصد آلاف الأرواح يومياً ويصيب 438 مليوناً في 2030 مؤتمر عالمي في الإمارات تعدّ لمكافحته ... وتعزيز الوقاية


الأحد, 19 ديسيمبر 2010
دبي - شفيق الأسدي

في الصورة الراهنة لمرض السكّري، يظهر أنه يصيب قرابة 300 مليون (6.6 في المئة من البالغين)، ويُرجّح ان يصيب قرابة 438 مليوناً في العام 2030 (8.7 في المئة)، ما يعني زيادة عدد المصابين به بما يزيد على 54 في المـــئة خلال العشرين عاماً المقبلة.

وتعاني منطقتا الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من مشكلة السكّري بشدّة. ويتوقع زيادة عدد المصابين بالسكّري فيها بـ94 في المئة خلال العشرين عاماً المقبلة، ما يعني أن أرقامه تقفز من 2.19 مليون في 2003، إلى 26.6 مليون في عام 2010، مع توقّع زيادة عدد المرضى إلى 51.7 مليون في 2030.

ظهرت هذه الأرقام المقلقة في «المنتدى العالمي لقيادات السكّري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» الذي نظّمته وزارة الصحة الإماراتية في دبي أخيراً، تحت شعار: «نوحّد التوجّهات لنواجِه التحدّيات»، بالتعاون مع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي».

وافتتح المنتدى وزير الصحة الإماراتي الدكتور حنيف حســـن علي، بحضور الرئيــس الأميركي السابق بيل كلينتون، ولي عهد الدنمارك والأمير فريدريك، رئيس «هيئة آل مكتوم الخــيرية» الشيخ راشد بن حمدان بن راشد آل مكتوم، وممثلين عن مؤسّسات عالمية مثل «المؤسّــسة الدولية للسكّري» و «الاتحاد العالمي للسكّري» و «البنك الدولي» و «منظمة الصحة العالمية»، وعدد من القيادات السياسية والاجتماعية والعلمية.

في رأس قائمة الإصابة

وأوضح المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي الدكتور توفيق بن أحمد خوجة في كلمته، أن المنتدى يتوّج البرنامج الخليجي لمكافحة السكّري، ويأتي استكمالاً للمؤتمرات العالمية التي عقدت في نيويورك (2007) وموسكو (2008) وبيجين (2009).

وأكّد خوجة أن المنتدى يكتسب أهمية خاصة «لكونه يتصدى لمشاكل السكّري، ويلقي الضوء على حجمها والأعباء المترتّبة عليها، والتحدّيات الهائلة التي تضعها على النُظُم الصحيّة والحكومات».

ولفت خوجة إلى وضع السكّري في الخليج العربي، مشيراً إلى وجود خمس دول خليجية (الإمارات والسعودية والبحرين والكويت وعُمان) ضمن قائمة الدول العشر التي سجّلت أعلى معدلات الإصابة بالسكّري، بحسب أرقام «الاتحاد العالمي للسكّري» في السنة الجارية. وتوقّع الاتحاد استمرار هذه الدول في هذا الوضع، حتى عام 2030.

ولفت إلى مسؤولية السكّري عن التسبّب بالوفاة المبكّرة لقرابة عشرة آلاف شخص يومياً في 2010، إضافة إلى تسبّبه في الأزمات القلبية والعمى وأمراض الكلى والسكتة الدماغية وبتر الأعضاء وغيرها.

وتضمن برنامج المؤتمر جلسات مخصّصة لمناقشة محاور علمية مثل مكافحة السكّري، وإجراءات الوقاية منه، ورسم صورة عن وبائية السكّري في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وجرى تناول السكّري من منظور سياسي، وحُدّدت أولويات التعامل معه من منظور اجتماعي واقتصادي، إضافة إلى التعمّق في تفهم عوائق مكافحته، وتحديد التدخلات الأساسية في التوعية وتعزيز صحة المُصاب به، والكشف المبكر عنه، وتحسين جودة الرعاية، وتمكين المرأة لحماية الأسرة والمجتمع من السكّري. وبالاختصار، ركّز المنتدى على مقاربة متعدّدة المحاور في مواجهة السكّري، تتضمّن أيضاً تعدّد الشركاء في المواجهة والدور المحوري للوقاية، ودور الصناعة في تشجيع الأنماط الصحية للحياة اليومية في دول الخليج العربي.

واعتُبِر المنتدى خطوة على طريق التمهيد لعقد «المؤتمر العالمي للسكّري» الذي تستضيفه دبي عام 2011.

وفي إطار جهود مكافحة السكّري، شكّلت الإمارات في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، نقطة انطلاق للجولة العالمية لحافلة السكّري، بالتعاون مع شركة «نوفو نوردسك» Novo Nordisk العالمية. وتنقل الحافلة خيمة لقياس السكّري وتقديم معلومات عن التعامل مع المرض، إضافة إلى إجراء بعض التحاليل لفحص الحالات المشتبه في إصابتها بالسكّري. وقد انطلقت الجولة العالمية لهذه الحافلة من الدنمارك، مطلع العام الجاري.

وفي سياق المنتدى، أوضح وزير الصحة الإماراتي أن الإحصاءات العالمية تشير إلى أن مرض السكّري يهدّد حياة ملايين من البشر، مع توقع أن يستنزف قرابة 13 في المئة من موازنات الرعاية الصحيّة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحلول عام 2025.

وأكّد كلينتون، الذي مثّل مؤسسة «وليم جي. كلينتون»، في كلمته، أن السكّري يعتبر المرض الأول في الولايات المتحدة، كما يتزايد بمعدلات عالية. وطالب بتغيير نمط العادات الغذائية وتشجيع التمارين الرياضية، خصوصاً بين الشباب. وأشار إلى أن أميركا تنفق ما يتراوح بين 150 و160 بليون دولار للقضاء على السكّري، داعياً إلى إعداد قواعد بيانات شاملة حول المرض.

وأكّد رئيس «الاتحاد الدولي للسكّري» البروفسور جان كلود مبانيا أن آمالاً كبيرة معقودة على «قمة الأمم المتحدة حول الأمراض غير المعدية» في العام المقبل. ودعت ليز كينجو نائبة الرئيس التنفيذي وكبيرة الموظفين لدى شركة «نوفو نورديسك» إلى دعم هذه القمة.

وألقت الدكتورة أكيكو مايدا، وهي من اختصاصيي البنك الدولي، كلمة تناولت فيها ضرورة مواجهة تحديات التطوّر الصحّي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

السكري من منظور السياسة

وشهد المنتدى نقاشاً حول إعداد صورة واضحة عن السكّري في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تشمل تحديد أبرز العوامل المؤدية إلى المرض، وتقويم الإجراءات المنفّذة راهناً في التعامل معه، وطُرُق ضمان الإلتزام بمكافحته مستقبلاً. وجرى تداول أفكار عن تحسين نوعية الرعاية الصحيّة، مع التركيز على التجارب الناجحة في هذا المجال.

وفي هذا السياق، قُدّمَت شروح توضيحية عن تجارب إيطاليا والمملكة المتحدة والكويت، تركّزت حول التوعية والكشف المبكر عن المرض. وبحث المنتدى مواضيع تتعلّق بأهمية تدريب العاملين في الرعاية الصحية وتثقيفهم، وإرشادات العلاج، وتحسين الرعاية الصحية ومنهجياتها، وبرامج التوعية الوطنية عن السكري، إضافة إلى خطط عن التعاون بين قطاعات التعليم والصحة، وتثقيق الأطفال، والاستثمار في الكشف المبكّر عن المرض وغيرها.

وبحث المنتدى كذلك في الرؤية السياسية للتعامل مع السكّري، والعواقب الاقتصادية والاجتماعية لهذا المرض. وجرى تعيين سفير للسكّري في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إضافة إلى صياغة «بيان دبي» حول مرض السكّري والأمراض غير المعدية، فتبنته الأطراف المشاركة في المنتدى جميعها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.