بقلم سليمان جودة ٥/ ١١/ ٢٠١٠ |
ما معنى أن تكون ٤ ملايين فرصة عمل، قد توفرت خلال السنوات الخمس الماضية، ثم يكون هذا العدد الضخم من العاطلين لايزال موزعاً فى الوقت نفسه على البيوت؟! معناه أن ما تحقق، رغم ضخامته، لا يكفى، ومعناه أننا لانزال فى حاجة، ليس فقط لتحقيق رقم مماثل، وإنما رقم مضاعف، خلال السنوات القليلة المقبلة! وسؤال آخر: وما معنى أن يكون نصيب القطاع الخاص وحده فى الأربعة ملايين فرصة يمثل ٩٥٪؟!.. معناه أن هذا القطاع، على وجه الخصوص، يحتاج، خلال الفترة المقبلة، إلى نظرة مختلفة من جانب الحكومة، لأن التعامل معه بتشجيعه وإغرائه بكل طريقة، لم يعد، والحال هكذا، نوعاً من «المنجهة»، وإنما هو ضرورة من أجل بقاء المجتمع واستمراره! معناه أن الإشارات الملتبسة، التى تصدر عن الحكومة، من وقت لآخر، تجاه هذا القطاع، لا يجوز أن تستمر، لأن استمرارها يؤدى إلى تطفيشه، أو على الأقل خوفه من العمل، وبالتالى فقدان فرص عمل نحن أحوج أهل الأرض إلى كل فرصة فيها! معناه أن هذا الارتباك من جانب الحكومة تجاه موضوع «عمر أفندى»، مثلاً، لا يليق بنا، كحكومة، ولا كبلد، أن يدوم، لأن دوامه بهذه الطريقة الحاصلة، له معنى واحد، وهو أن الحكومة لا تعرف كيف تتعامل مع المستثمر الأجنبى، ولا تعرف كيف تضع شرطاً مع بدء كل عمل من هذا النوع، بما يؤدى إلى نجاحه، كعمل، أو كصفقة، ولا يؤدى إلى تحول «عمر أفندى» - على سبيل المثال - إلى «عقدة» من الاستثمار الأجنبى عموماً! معناه أن الحكومة يجب أن تلتفت إلى خطورة أن يكون ردها على وجود بعض مخالفات فى تخصيص أرض الدولة للاستثمار، هو منع التملك نهائياً، والاقتصار على حق الانتفاع.. وإلا.. فمن بالله عليكم من المستثمرين الأجانب سوف يأتى ليستثمر على أرض، ويُتيح فيها فرص عمل، بينما هو لا يملكها؟! معناه أن الحكومة عليها أن تدرك، وبسرعة، أن قفزات الصين والهند وسنغافورة وغيرها، إنما تحققت من خلال المستثمر الأجنبى، خصوصاً، وهو الشىء الذى يبدو أنه ينقصنا إلى الآن، فلانزال لا نعرف كيف نغرى المستثمر من هذا النوع بالمجىء، وإذا جاء فإننا لا نعرف كيف نضمن أن يعمل، ويوفر فرص عمل حقيقية، لا أن يهدر الفرصة المتاحة أصلاً، كما حدث ويحدث فى جريمة «المريديان» على النيل، و«الشيراتون» فى الغردقة، وأرض الوليد فى توشكى، و... و... إلى آخر المواقع المهدرة التى تدل على خيبتنا الثقيلة! معناه أن الجريمة هى ألا تتيح للمستثمر الأجنبى أن يعمل، وألا تستقطبه بأى صورة، بينما الجريمة الأكبر هى أن تعطيه الفرصة، ثم تسمح له بإهدارها! |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات