ثورة مصر: "العرب تعبوا من الولاء لأمريكا"

09:48 | 2011 / 02 / 04 فيديو: الاحتجاجات في مصر أكثر من 250 ألف شخص شاركوا في المظاهرات التي جرت يوم الثلاثاء الأول من فبراير في العاصمة المصرية القاهرة. وجاءت هذه المظاهرات التي تعد الأكبر بعد دعوة المتظاهرين إلى مسيرة مليونية. وقد تدفقت حشود الجماهير من مختلف مناطق العاصمة لتتجمع في ساحة التحرير وسط القاهرة، حيث طالب المتظاهرون برحيل الرئيس حسني مبارك الممسك بزمام الرئاسة منذ ثلاثة عقود. ( sec. 68 / 2.59Mb ) أشهر مؤيدو الرئيس المصري حسني مبارك أمس (3/2/2011) للمرة الأولى قوتهم، مشتبكين مع معارضين في وسط القاهرة. ولاحظت أوساط مراقبة تحول المبادرة من المعارضة إلى السلطات. إلا أن منظمي المظاهرات المناهضة للرئيس المصري حسني مبارك يأملون في جمع مليون متظاهر في شوارع القاهرة في يوم 4 فبراير الذي يصفونه بـ"جمعة الرحيل". وحول أسباب اضطرابات مصر أشار د. غيورغي ميرسكي، وهو مستشرق روسي معروف، في مقابلة مع صحيفة "أرغومينتي نيديلي" إلى أن السبب الأول هو تفشي الفساد في المؤسسة الحاكمة وسيطرة "القطط السمنة" من أقارب ومعارف أركان السلطة. وكذلك سئم الناس من مشاهدة نفس الوجه على شاشة التلفزيون خلال 30 عاما. ومن الأسباب الأخرى انعدام فرص العمل لذوي المستويات العلمية العالية. وفي نظر د. ميرسكي أن الجيش صاحب القول الفصل أولا وأخيرا في مصر الآن، غير أن قادته يصدعون رؤوسهم في اختيار أنسب وأمثل أسلوب لإنهاء الاضطرابات. وقد تكون تنحية الرئيس مبارك أنسب حل، إلا أن ثمة تخوفات من أن ذلك قد تفتح شهية المعارضين ويصلون إلى السلطة وينحون جنرالات النظام السابق كافة، ويحيلونهم إلى المحاكمة. وفي نظر فلاديمير جيرينوفسكي، وهو سياسي روسي معروف يقود الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي وتلقى علومه في معهد الاستشراق، أن مصر تشهد ثورة ديمقراطية شعارها "رحيل مبارك". وقال جيرينوفسكي في مقابلة مع إذاعة "كومسومولسكايا برافدا" إن السبب الأول لهذه الثورة بقاء نفس الشخص في الحكم على مدى 30 عاما وهو أمر "مُتعب جدا". والسبب الثاني .. "اتصال مستمر مع الأمريكيين". وتابع جيرينوفسكي قائلا "لو كنت في مكان مبارك لسلمت السلطة إلى البرادعي، وهو سياسي يستطيع تأمين فترة انتقالية، واعتذرتُ إلى الشعب المصري راجيا أن يسمح أن أبقى في مصر وأموت في الوطن". ويرى جيرينوفسكي أن هذا الحل سيحول دون تسييل حمامات الدم في شوارع القاهرة شريطة أن يلتزم الجيش الحياد أو يقف إلى جانب الشعب. وجدد جيرينوفسكي وصفه لأحداث مصر بأنها "ثورة أقامتها طبقة متوسطة متعطشة للديمقراطية والحرية". وحول موقف روسيا أكد جيرينوفسكي "أننا كنا نصادق العرب خلال خمسين سنة. ولا يزال العرب يلمسون خيرات الصداقة مع الروس.. والآن نترقب ونتريث ولن نتدخل في شؤون تخصهم. وسوف يلتفتون إلينا بأنفسهم لأنهم تعبوا من الولاء لأمريكا.. وخاصة وأن السياح الروس يمثلون مصدرا رائعا للدخل لهم على مدار السنة. وقد فرّ جميع السياح الأجانب عدا الروس". (وكالة نوفوستي للأنباء 4/2/2011)