بإعلان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أمس أنه لن يرحل إلا عبر صناديق الاقتراع تكون ما أسميت بالمبادرة التي أعلنها في الثاني من فبراير/شباط الجاري قد ذهبت أدراج الرياح، حيث يعد كلامه إعلانا صريحا بالترشح مجددا وهذا يعني تعديل الدستور للتمديد له، وفقا لما يؤكده اللقاء المشترك.
يواصل الشارع اليمني احتجاجاته مطالبا برحيل الرئيس علي عبدالله صالح حيث ينام المحتجون في تعز وصنعاء في اعتصام مفتوح حتى رحيل صالح كما يقولون.
وظهر يوم أمس أمام الصحافيين ليقول بملء الفم: "يطالبونني بأن أرحل، وإذا أرادوني أن أرحل، فلن أرحل إلا عن طريق صناديق الاقتراع".
الأمر أثار الكثير من التساؤلات لكن الناطق باسم أحزاب اللقاء "المشترك" المعارضة الدكتور محمد القباطي حسم الأمر وقال لـ إيلاف إن "هذا تصريح الرئيس أمس كان تراجعا عما قاله في مجلس النواب والشورى.. وإلا كيف نفهمها!هو يقول إنه لن يرحل إلا عبر صناديق الاقتراع، معنى ذلك أنه سيدخل الانتخابات وسينافس وإذا سقط سيرحل، هذه هي معناها".
وأضاف القباطي: "أعتقد أنه يكشف أن الوعد الذي قاله هو مجرد انحناء أمام العاصفة لتجاوز الوضع الراهن وأنا أعتقد أن الكلام نفسه قاله مبارك وبن علي وإنهم رؤساء منتخبون وسيظلون حتى نهاية فترتهم الرئاسية، وهذه هي طباعهم في تمسكهم بالسلطة وعدم تنازلهم إلا بإرادة الشعوب، ونحن نقول إن الشعب هو صاحب السلطة، وهو الذي يقرر في الشارع".
ورأى أن: "التعديلات المطروحة أمام البرلمان تؤبد للرئيس ومعنى ذلك أنهم سيستمرون بإجراءاتهم في البرلمان وسيعدلون الدستور، وسيستمر الرئيس مرشحا جديدا، وهذا أمر مخالف للدستور ومخالف لإرادة التوافق الوطني".
ووصف الناطق باسم المشترك إن ذلك "انقلاب على مضامين الوحدة والجمهورية ولن يقبل بها أحد".
وتابع القباطي إن "المشترك أعلن موقفه وهو الانحياز إلى الناس، والنزول مع الشباب المحتجين والآن الجماهير تنزل وتطالب بالتغيير والأمر بيد الشارع وليس بيد أحد آخر".
حذرنا منه سابقا
المحامي والناشط الحقوقي خالد الآنسي تحدث عن الخطوة قائلا لـ إيلاف إن كلام الرئيس صالح " يؤكد أن إعلانه عدم الترشيح كان مجرد خطوة تكتيكية لتهدئة الشارع ولإحداث انقسام وسط اليمنيين خصوصا وقد أعلن تجميد التعديلات الدستورية التي في البرلمان والتي بموجبها تخوله أن يكون رئيسًا لفترات غير محددة ولم يعلن عن سحبها أو إلغائها".
وأضاف الآنسي أن موضوع عدم سحب التعديلات الدستورية من البرلمان أمر حذرنا منه في وقت سابق، خصوصا وأن الرئيس له ماضٍ في إعلان عدم الترشح ونكث بذلك الوعد.
وأضاف المحامي الانسي أن الأسوأ في حديث رئيس الجمهورية يوم أمس كان رده على انضمام حزب رابطة أبناء اليمن للمطالبة بإسقاط النظام بقوله: "وارحبي يا جنازة فوق الأموات".
وقال الآنسي: إن ردّ الرئيس كان عبارة عن لغة تحمل تهديدًا بالقتل لكلّ من يطالب بإسقاط نظامه وتحدٍ للمعارضة بأنها غير قادرة على أن تفعل شيئا.
وأشار إلى أن صالح ينتظر لما سيسفر عنه المشهد الليبي خصوصا وقد رأى أن الرهان على القبائل يسقط في ليبيا الأغنى والأكثر قدرة على شراء الولاءات".
عدن الأكثر شراسة
ميدانيا تشهد محافظة عدن تظاهرات أكثر شراسة، وتتسم قوات الأمن بالحدة والعنف في تصديها للمتظاهرين حيث سقط أكثر القتلى في تلك المدينة.
وأطلق مواطنون نداءً عبر الفيس بوك من أحد أحياء عدن قائلين "الوضع في حي السعادة صعب جدا، يرجى من لديه القدرة على التواصل مع المنظمات الدولية السماح للعوائل بالخروج أو تزويدهم بالأكل والشرب".
في العاصمة صنعاء ما زال المحتجون مسيطرين على ما سمّي بميدان التغيير أمام جامعة صنعاء حيث يتعرضون للتحرش من قبل من يسمون بالبلطجية لكن قوات الأمن وضعت فاصلا بين الطرفين.
صباح اليوم أحرق المتظاهرون سيارة تابعة لأحد البلطجية حاولت مهاجمتهم، وقال شهود عيان إن السيارة كان بداخلها سلاح وسماع دوي انفجارات بداخلها بين لحظة وأخرى.
وشهدت ساعات الصباح مواجهات عنيفة متقطعة بالعصي والهراوات بين الطرفين.
وفي مدينة الضالع شهدت المحافظة تظاهر الآلاف مطالبين بإسقاط النظام.
وفي صعدة خرج آلاف المتظاهرين ممن يعتقد أنهم أنصار للحوثي مؤكدين تضامنهم إلى جانب المعتصمين في محافظات اليمن المطالبين بإسقاط النظام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات