هل يكفي ان يعبِّر مجلس الامن عن قلقه البالغ تجاه تطورات الأحداث في ليبيا ويندد فقط بالقمع للتظاهرات السلمية، ام المطلوب خطوات جريئة أكثر للحد من الإبادات الجماعية التي ترتكب في حق الشعب الليبي؟
بيروت: عبَّر مجلس الامن امس عن القلق البالغ من تطورات الاحداث في ليبيا، منددًا بالقمع للتظاهرات السلمية، داعيًا الى وقف فوري للعنف ضد المدنيين، وطالب السلطات بـالسماح بدخول فوري لمراقبي حقوق الانسان الى البلاد.
وعقب محادثات طويلة شهدت اخذًا وردًا حول من يمثل ليبيا الآن في الامم المتحدة، رحَّب اعضاء مجلس الامن في بيان صحافي تلته رئيسة المجلس لهذا الشهر المندوبة البرازيلية الدائمة لدى الامم المتحدة ماريا لويزا ريبييرو فيوتي، بالبيان الذي أصدرته جامعة الدول العربية عن ليبيا. وعبَّروا عن قلقهم البالغ من الوضع هناك، وهم قلقون جدًا من استخدام القوة ضد المدنيين. ونندوا بالقمع للتظاهرات السلمية، معبِّرين عن اسفهم العميق لموت مئات المدنيين. ودعوا الى وقف فوري للعنف. وطالبوا الحكومة الليبية بالوفاء بمسؤوليتها لحماية سكانها، داعين السلطات الى التحلي بضبط النفس واحترام حقوق الانسان والقانون الانساني الدولي والسماح بدخول فوري لمراقبي حقوق الانسان والمنظمات الانسانية. وحضوا السلطات الليبية على فتح معابر آمنة للمساعدات الانسانية. وطالبوا برفع القيود فورًا عن الاعلام والصحافة في ليبيا. وشددوا على الحاجة الى المحاسبة وضرورة ان يجلب الى العدالة المسؤولون عن الهجمات على المدنيين، بمن فيهم اولئك الذي يأتمرون بأوامر السلطات الليبية. فهل يكفي التنديد بما يجري في ليبيا ام المطلوب اكثر من ذلك من قبل مجلس الامن؟
يعتبر النائب السابق والخبير في القانون الدولي الدكتور صلاح حنين في حديثه لإيلاف ان مجلس الامن يقوم بخطوات من اجل وقف الابادة الجماعية في ليبيا، ويبدأ بخطوة عادية بالتنديد ثم ينتظر النتيجة، وما يحدث في ليبيا اصبح مكشوفًا في الإعلام، ولا يستطيع العالم ان ينظر من دون القيام بخطوات لإنقاذ الشعب الليبي، ويجب على مجلس الامن ان يتخذ خطوة، اذا ما اتجهت الامور الى الابادة الجماعية، ولن يقف مجلس الامن مكتوف اليدين، وسوف يقوم حكمًا باتخاذ خطوات اقسى.
ويشرح حنين كيف يتم ذلك، ويقول :" يمكن لمجلس الامن اصدار قرار بالقبض على الرئيس الليبي معمر القذافي لكن بعد محاكمات، واليوم مع وجود محكمة دولية بقرار من مجلس الامن تقوم بمحاكمة دولية، مهمتها محاكمة الرؤساء، ولا يصدر اي توقيف من دون اللجوء الى المسيرات القانونية المتبعة من مجلس الامن، وكي تتمخض الامور من قبل القضاء، وبعدها يصدر الحكم واذا لم يتم تسليم الشخص، تستطيع المحكمة الدولية ان تقدم تقريرها الى مجلس الامن الذي يتصرف في هذا الموضوع.
ويتحدث حنين عن صلاحيات مجلس الامن في هكذا حالات فيقول:" مجلس الامن يتدخل خصوصًا عندما يكون هناك خطر على السلم العالمي، ومبدئيًا هو معني بذلك، عندما تحصل حادثة في بلد ما تهدد السلم العالمي، ويتدخل هنا تحت الفصل السابع حتى يأخذ قرارات.
ويضيف حنين:" شاهدنا بالسابق تدخلات لمجلس الامن للحد من إبادات الشعوب والظلم الذي يرتكب بشأنها.
عن دور الجامعة العربية في الحد من الابادة الجماعية للشعب الليبي يقول حنين:" لم نعتد اي دور للجامعة العربية في هذا الخصوص، ولم تصدر اي اجراءات صارمة، شاهدنا ذلك في بلدان عدة، ولم نعتد على الحكام العرب ان يتخذوا اي اجراء، لانهم كانوا بمجملهم من الديكتاتوريات، وعندما تكون غالبيتها منهم فكيف تحمي الشعوب؟، بل بالعكس تسعى الى حماية نفوذها، ولكن اليوم مطلوب من الجامعة العربية رغم انها فقدت عضوين وهما الرئيسين المصري والتونسي، ان تقوم بخطوة ايجابية في هذا الاتجاه، عن طريق تغيير منهجي للحكم والقيام باصلاحات، ولكن اليوم الشعوب العربية اصبحت هي من تقوم بالواجب وسبقت الجامعة العربية التي لم تتخذ اي قرار ايجابي منذ فترة طويلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات