الأقسام الرئيسية

جمعة عودة الشرطة

. . ليست هناك تعليقات:


بقلم عمر طاهر ٢٠/ ٢/ ٢٠١١

لا يخلو بيت مصرى من ثأر مع الشرطة، ولم تكن مصادفة أن يكون يوم عيد الشرطة هو موعد التعبير عن الغضب الشعبى.

أعتقد أن معظمنا قد ثأر لنفسه.. يكفى أن التاريخ سيذكرنا بأننا «احنا اللى قعّدنا بتوع الداخلية فى البيت». كل المشاركين فى اللجان الشعبية يمتلكون قصصا عن توقيف سيارات الشرطة وتفتيشها أو القبض على ضابط لا ترتاح له اللجنة وتسليمه إلى الجيش بزفة بلدى، أما من لا يمتلك قصة فيمكنه متابعة قصص الآخرين مصورة على اليوتيوب، يكفى أن معظمهم مازالوا خائفين من النزول للشارع مجددا ويبذلون جهودا مضنية حتى يرضى عنهم الشعب، بداية من تغيير الشعار إلى «الشرطة فى خدمة الشعب» نهاية بكلام عن أن الداخلية ستغير الشعار مجددا لتجعله «الشرطة فى عرض الشعب».

ما أذاقتنا إياه الداخلية خلال عشر سنوات ذاقته فى أسبوعين، لن أقول إن الكفتين أصبحتا متعادلتين.. لأن كفة الشعب هى الأعلى الآن.. لذلك نقطة ومن أول السطر.

لا حضرتك ولا أنا نستطيع أن نطفئ حريقا أو نصل إلى القاتل أو ننفذ حكما قضائيا أو نؤمّن ماتش كرة شراب، لا بديل عن الاعتراف بأننا نعيش فى جحيم مطبق بدون الشرطة، ذلك لأن كل شخص هيأه الله لما خلق من أجله، فمن خلق شرطيا لا يحل محله أمهر طبيب فى العالم أو أكثر الكتاب حكمة.

وبناء عليه.. الداخلية «راجعة راجعة»، لكن كيف نضمن رجوعها بطريقة تحفظ للداخلية هيبتها التى لا غنى عنها فى مهنتها، وتحفظ للمواطن كرامته التى لا غنى عنها بعد اليوم.. لا أتحدث باسم الثورة، لكننى أمتلك مبادرة أطرحها على الثوار ووزير الداخلية والمفتى والإعلام:

أولاً: الثوار هم المتكفلون بإعادة الشرطة إلى الشارع على مسؤوليتهم، على أن تفرج الداخلية عن كل المعتقلين السياسيين، وتعلن قائمة «عار» بأسماء الذين شاركوا فى قتل الشهداء، وتعلن عن تغيير اسم وطبيعة نشاط جهاز أمن الدولة، من مقاومة المصريين إلى مقاومة الإرهاب، وفى حال إعلان وزارة الداخلية عن تنفيذ كل ما سبق سننتقل إلى النقطة الثانية.

ثانياً: تكون الجمعة التالية هى جمعة «عودة الشرطة» التى سيشرف الثوار على تنظيمها، بتوجيه الدعوة لوزير الداخلية ولكل الضباط الشرفاء وشبابهم بتأدية صلاة الجمعة القادمة بالزى الرسمى لهم فى ميدان التحرير مع جموع الثوار المؤيدين للفكرة، فليصل الشعب مع الشرطة فى حماية الجيش، لكن بشرط:

ثالثاً: سنصلى خلف المفتى وننتظر منه خطبة يعلّم فيها رجال الشرطة والشعب كيف يجب أن تسير العلاقة بينهما، وبعد انتهاء الصلاة يقف كل الضباط الموجودين لتأدية قسم جديد خلف المفتى.. قسم أمام الله والشعب وكاميرات العالم كله.. قسم يلزم كل شرطى بألا يظلم أو يسىء استخدام سلطته أو يهين أو يرتشى أو يتعنت أو يلفق تهمة أو يتجاهل حقوق الناس أو يتغاضى عن تطبيق القانون على شخص لحساب آخر..!

قسم يلزم الداخلية بأن تبدأ صفحة جديدة بطريقة لا مجال للتملص منها.. على أن نردد نحن المواطنين قسما يلزمنا باحترام الشرطة وتقدير التزامهم بكل ما سبق والتعاون معهم.

ليقسم الجميع على المصلحة العامة، ولنتصافح بعدها ونؤمّن على ما اتفقنا عليه بفاتحة كتاب الله القادرة على أن تحرق من يخونها.

رابعاً: يتقدم وفد من شباب الشرطة حاملاً أكفانه على طريقة الصلح فى قضايا الثأر ويقدمها لأهالى الشهداء ثم تقام جنازة عسكرية للشهداء يتقدمها الضباط إلى جوار أهالى الشهداء إلى جوار الثوار فى حضور الجيش.

خامساً: نحن الآن أمام علاقة تعقدت بشكل سيضر الجميع، ولا بديل أمامنا إلا التعامل معها بقدر من التحضر لنظل فى عيون العالم الشعب الملهم، بالتزام الداخلية بما سبق، وكذلك الثوار، وبدعم الجيش والإعلام للمبادرة سنكون قادرين على الانتقال إلى مرحلة أفضل من التى نقف فيها الآن.. أما أن يرى أحد الأطراف أن كل ما فات مستحيل.. فلله الأمر من قبل ومن بعد.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer