أعلان الهيدر

08‏/11‏/2010

ناصر ١٩٦٠



بقلم أحمد المسلمانى ٨/ ١١/ ٢٠١٠

دعوت فى السابق إلى تأسيس حركة المؤرخين الجدد فى مصر.. وهنا أواصل.

■ كانت «وكالة الفضاء المصرية» بالإمكان.. وكانت خطى العلماء أرسخ وأبعد من خطب الساسة ومزايدات الاشتراكيين الجدد. ما حدث فى مصر فى مجال العلم فى تلك الأثناء كان رائعاً ومشرفاً وعظيماً. اتفقت مصر مع الهند على الشراكة فى صناعة الطائرات.. على أن تصنع الهند جسم الطائرة وتصنع مصر المحرك. وتأسست على ذلك مصانع الطيران بأفضل المهندسين المصريين.

■ وفى ٩ يوليو ١٩٦٠ أعلن الرئيس جمال عبدالناصر: «يسعدنى أن أعلن الآن أن أول طائرة نفاثة صنعت فى مصر قد طارت بالفعل فى الجو العربى عشرة أيام ولأول مرة» ثم قال الرئيس: «إن إنتاجنا منها يكفى حاجتنا وحاجة أى بلد عربى».

■ حكى لى عالم الفضاء المصرى الدكتور بهى الدين عرجون عن معالم مشرقة على طريق النهضة فى مجال الطيران والصواريخ فى تلك الحقبة الطموحة.. ويروى الدكتور عرجون فى كتابه «الفضاء الخارجى واستخداماته السلمية» عما جرى فى ذلك الأمل.

■ فى ٧ مارس عام ١٩٦٤.. وبعد عمل جاد ومضن تم تطوير المحرك «هـ - ٢٠٠» ليصبح محركاً نفاثاً لطائرة مقاتلة «القاهرة ٢٠٠». كما أمكن تطوير المحرك «هـ - ٣٠٠» وتم تصنيع الطائرة المقاتلة النفاثة «القاهرة - ٣٠٠». وقال رئيس الوزراء الهندى «نهرو»: «اتفقت مع صديقنا ناصر على أنه إذا كان إنتاج السلاح مهماً.. فالأهم أن نكسر احتكار العلم كما كسرنا احتكار السلاح».

■ لم تكن هذه الإنجازات الضخمة من تلك النوعية التى يلوكها السياسيون ليل نهار.. بل كانت إنجازات حقيقية ومذهلة.. فقد جرى تصنيف الطائرة المصرية «القاهرة - ٣٠٠» باعتبارها أحدث مقاتلة نفاثة فى العالم.. وبها دخلت مصانع حلوان ضمن مصانع الطائرات العالمية..

و٥ يونيو ١٩٦٧ وقع العدوان على مصر، بعد شهرين من النكسة تحدث البروفيسور «فرديناند براندز»، الخبير الألمانى بمصنع الطائرات، إلى مجلة «ديرشبيجل» الألمانية.. قال: «إن الطائرة كان مفروضاً أن تكون جاهزة للعمل تماماً بعد تطوير المحرك. لكن ظروف العدوان أدت للتأخير.. إننى وكل خبراء العالم نعتبر أن هذه الطائرة المقاتلة أخف وأرخص وأبسط أنواع المقاتلات فى العالم.. وثمنها ثلاثة ملايين مارك».

■ وفى عام ١٩٧٥ وصل خطاب مهم من مصمم الطائرات الأشهر «ويلى شميت» إلى اللواء عصام خليل، المشرف على مشاريع الطائرات والصواريخ فى مصر فى الستينيات.. يقول: «المتحف الألمانى فى ميونخ تأسس منذ مائة عام وهو رائد المتاحف الأوروبية فى عرض مجالات التكنولوجيا المتقدمة، وقد استقر المتحف على عرض أحدث الإنتاج فيه.. وفى المقدمة المحرك النفاث المصرى (هـ - أ - ٣٠٠).

إن المتحف الألمانى بميونخ، بمجلس إدارته وخبرائه، درس خصائص المحرك المصرى واعتبره واحداً من أفضل المحركات الحديثة فى العالم».

بقى القول إن «ويلى شميت» تحمل اسمه أشهر طائرات القتال فى الحرب العالمية الثانية. هى إذن شهادة عالمية رفيعة لجهد علمى مصرى، كان عالمياً قبل أن يتعثر فى أوحال السياسة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.